إنه وقت الشروووق..

إنه وقت الشروووق..
ماتزال الشمس مختبئة هناك خلف الأفق..
خجلة من الظهور..
شعاعها قد اخترق الغيوم..
وأنار سماءهذا الصباح وأضاء الكون..
معاندا خجلها..
وكانت هي هناكـ..
كانت تقف هناك تتأمل بزوغ نهارجديد..
تقف على الشاطئ وتحدق في الأفق..
طيور النورس تحلق من حولها..
وأمامها البحر ..يعكس أشعة الشمس على وجهها..
فيزيده اشراقه على اشراقه..
أمواجه تداعب قدميها..
تداعب نسماته خصلات شعرها..
تلاطف وجنتاها..
وتغزو أنفاسها..
باردة نسمات الصباح..
باردة امواجه..
لكن هي..
لم تكن لتهتم..
أخذت تحدث بعيناها البحر..
أمواجه ..
ونسماته..
تحدث اشعة الشمس..
وانعكاساتها على سطح البحر..
تهامسـ طيور النورس..
وتبوح لهم بما يدور في خلدها وفكرها..
كم عشقت هي منظر البحر..
ونسماته في ساعات الصباح الأولى..
كم تحب خجل الشمس رغم قوتها وقت اشراقها..
وكم تهوى رؤية طيور النورس..
وقد طارت عاليا وألقت عليها تحية الصباح..
صوت نسمات البحر يتراقص في اذنها ..
وصوت امواجه يوقظ ذكرياتها..
ليمتزجا معا في مخيلتها مع لحن طالما عشقت سماعه..
ياااااااااااااااااه..
كم عشقت صوت تلك الآله وأوتارها..
وكم احببت الحان تلك القيثارة..
وكم..
وكم عشقت واحببت صاحبة الأنامل التي تضرب على اوتارها..
تنحني لتلقي بجسدها على الرمال الدافئة..
تاركة امواج البحر تدغدغ جسدها..
وتراقص خصلات شعرها..
وما كان منها الا ان اغمضت عيناها واستسلمت لها..
الآن..
تلاشت جميع الأصوات من حولها..
ولم يتبقى سوى اصوات ذلك اليوم..
تصول وتجول في مخيلتها..
صوت القيثارة..
صوت نسماات ذلكـ اليوم..
صوت امواجه..
صوت طيوره..
وصوته هو..
أخذت تحدث نفسها ..
تبوح لها بما لم تستطع ان تبوح به يوما..
كم أعشقك..
كم احبكـ..
كم أهوى روحك قبل محياك..
وكم أعشق صوت القيثارة عندما يكون العازف عليها هو أنت..